• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أبناء / مراهقون
علامة باركود

أطفالنا وبدعة " الطاقة "

أطفالنا وبدعة " الطاقة "
د. غنية عبدالرحمن النحلاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/5/2014 ميلادي - 19/7/1435 هجري

الزيارات: 7621

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أطفالنا وبدعة " الطاقة "


وأقصِد البِدعة التي أخذت شكْل مشروبات، احتارت بشأن تصنيفها الدولُ بين: إضافة غذائيَّة، ومشروب، ودواء؛ لتُبقِيها تحت الرَّقابة والإشراف، بينما أفلتت في دول أخرى من أي رَقابة.

 

فيشتريها الطفلُ، ويجلس يتناولها في الأماكن العامة دون حَرَج، وهو أصلاً محظور عليه تناولها، ويُفرِط في تناولها الشابُّ مُتجاوِزًا الحدَّ المسموح يوميًّا (المشار له على العبوَّة) فيسقط مُنهارًا، وقد يُودِّع الحياةَ!

 

انتشار مشروبات الطاقة ومزْج الخيال بالواقع:

انتشرت تلك المشروبات بين أبنائنا انتشار النار بالهشيم، والأسوأ أنه انتشر بينهم أنها لا تضُرُّ، وما يتم تداوله عن خطورتها مجرد مبالغات، وهم اطمأنُّوا لذلك، فبالَغوا بدورهم في تناوُلها؛ لأنها ستمنحهم القوةَ والسعادة! عِلْمًا أن مردَّ "الطاقة الوهميَّة" التي تُقدِّمها هو خصائص المواد الداخلة في تركيبها (وخاصة "الكافيين")، مِثْل: التحفيز الشديد للجهاز العصبي، والدورة الدموية، ومِن ثَمَّ زيادة تَدفُّق الدم في العضلات وارتفاع ضَغْط الدم، وبالتالي طَرْد النُّعاس، والشعور بفورة نشاط، سرعان ما تزول مع هبوط تركيزها في الدم، وبالتالي يشعر الفتى بالرغبة في تَناوُل المزيد، ليُدخِل نفسَه في حلقة مَعيبة مُغلَقة، قد تتحوَّل لإدمان (وليس مجرد اعتياد)، كما تذكُر المصادر الطبية حاليًّا.

 

وهذه نقاط عملية، أضعها بين يدي القراء؛ لأخذ العلم:

إنذار صحي: "يُمنَع............":

أولاً: في التحذيرات التي تُكتَب بخط صغير على العبوَّة - أو أنها لا تُكتَب - لا سيما في العالم الثالث - كما قرأتُ في أكثر من مصدر، وأنا أكاد لا أُصدِّق - نجدَ التنبيه من خطورتها دون عمر 18 سنة، والمنع قاطِع لها دون الـ(16) من العمر، مع المزيد من أسباب الحظر كما يلي:

A health warning on a can of Power Horse energy drink: "Consumption of more than two cans in a day may be harmful to your health. Not to be used for pregnant women، breast feeders،children under the age of 16، people with heart disease، high blood pressure، diabetes، allergy to caffeine، and athletes during exercise


وهذه ترجمة تلك التحذيرات المطبوعة على أحد مشروبات الطاقة في دولة غربية:

"إن تَناوُل أكثر من عبوتين باليوم (قد) يكون ضارًّا بصحتك، لا يُستعمَل للحوامل والمُرضِعات والأطفال دون (16) عامًا من العمر، ولا الذين يُعانون من مرض قلبي أو ارتفاع ضغط الدم، أو الداء السكري، أو التحسس للكافيين، أو الرياضيين خلال التمارين".

 

وهي تحذيرات تطرح أسئلة:

تحذير أم ترغيب؟: إذ علاوة على أنها تُكتَب لتكون غير مرئيَّة (خط صغير جدًّا في زاوية ضيقة على العبوات)! فإن الجهات المُنتِجة لتلك المشروبات تَحرِص على محو أثرها بطَبْع الشعارات والرسوم الصارخة، وكتابة الفوائد الوهميَّة على العُبوة أو في إعلاناتها، وقد شاع وصْف الانطلاقة السحريَّة التي تجعل الشخصَ الذي يشربها يتخيَّل أن له أجنحة تدفعه بسعادة ليُحلِّق ويطير، كما تقول تلك الإعلانات!

 

وعلاوة على صياغتها بمِثْل (قد): التي تفيد التقليل أو may be، فإن الشركة المُنتِجة تبتغي الرِّبحَ، ويُناسِبها ألا تُقرأ (التحذيرات)؛ لتستمرَّ أرباح المبيعات من مشروبات الطاقة تتضاعف، وهكذا لم يتوقَّف تصاعُد أرباح ذاك القطاع بشكل مُطَّرِد منذ عام (2000) كما في المنشورات الاقتصادية.

 

وعندما تقع (حوادث مؤسِفة)، فالشركات تحمي ظهرَها بتلك التحذيرات!

مع قد أو may be مَن يقرأ ومَن يُنفِّذ؟! يُضاف لذلك واقع أن 66% من شاربيها الدائمين هم بأعمار (13- 35) سنة أكثر من ثلثيهم ذُكور! والفتيان من هؤلاء - دون عمر 16 - قلما يقرؤون! عمومًا هم يلعبون.. يمرحون.. يتمرَّنون.. يَسهرون لأسباب مُتنوِّعة، ويطلبون باستمرار المزيدَ من الطاقة، فلا يريدون قراءةَ ما قد يحول بينهم وبين كل ذلك، ومعلوم أن الطفل والمراهق قد يكون شَمُوسًا مُتمرِّدًا على التعليمات، حتى لو قرأها أو أُعلِم بها، "وأنوِّه إلى أن الإنسان في المراجع الطبية يُعَد طفلاً حتى عمر (18) عامًا على الأقل، وقد يَصِل سنُّ الطفولة في قوانين بعض الدول لـ: 21، أو 23 عامًا"[1].

 

ثانيًا: ركَنَ المراهقون والأطفال لدَلالات عامَّة مِثْل: وجود هذه المشروبات بالأسواق بشكل نِظامي، والإعلانات التِّجارية التي تُسوِّق لها في وسائل الإعلام، مما يجعلك تَحارُ في تفنيد الحُجَّة الجاهزة للمعتادين عليها: (لو كانت تَضرُّ ما سمحوا بها)، فما رصيد ذلك الركون وتلك الحُجَّة؟

 

أما وجودها نِظاميًّا: فالمشكلة عدم الالتزام بالضوابط التي وضعها العاملون في المجال الصحي، وسمحوا على أساسها بوجود تلك المشروبات في الأسواق وبتناول الجميع، وبالتالي برزت الآثار النفسيَّة والعصبية التي لا نَرصُدها في مجتمعنا؛ إذ يُخفيها الطفلُ والمراهق عن الأهل، وفيما بعد الأهل عن الطبيب وعن المجتمع، فتشتدُّ وتَزمَنُ مع الاعتياد على شكْل جيل متوتِّر، مُتردِّد ضعيف الإرادة، وبالتالي قليلاً ما يَعتمِد على نفسه، وهو مُصِرٌّ على الإفراط بتلك المشروبات التي يَغفُل الجميعُ عن أنها غالبًا هي المتَّهم الرئيسي، ويُشرِّقون ويُغرِّبون بحثًا عن الأسباب.

 

وكلها حالات وسلوكيات مُثْبَتٌ عِلميًّا ارتباطها بالتعود على: "مشروبات الطاقة التي تُحفِّز الجسم".

 

وبسبب تَزايُد تلك الأنماط النفسية عند المعتادين؛ تَذكُر المصادر الصحية المعتمدة مشروبات الطاقة كأحد مصادر التأثيرات النفسية المشابِهة لأضرار المواد المخدِّرة.. وتَقرِنها بها!

 

وبالنسبة للإعلام والدعاية: فهنا مصيدة الخداع الكبرى التي أشرنا لها، إذ تَحتلُّ إعلانات المنتجين مساحاتٍ واسعة في المراكز التِّجارية، وعلى أَرْفف المحال، وفي المجلات والمواقع الإلكترونية، وعلى لوحات الإعلان الطُّرقية، ويستهدف هذا المنتج حسَب التقارير العالمية الشباب من عمر 18 إلى 35 بالدرجة الأولى، ولكن الاستثمار الرابح هو في الأعمار الأصغر التي يَسهُل خداعها بعدَّة طُرُق، منها: تصوير نجومهم المفضَّلين في الفن والرياضة، وهم يتناولونها بجذل!

 

وحتى الأكبر سنًّا لا يُقاوِمون إغراءَ الترويج الباهر والجاد: مثلاً مقولة: إن المشروب يعمل على رفْع مستويات النشاط الذهني والجسدي.

 

الحقيقة تَسبِق الوهمَ (أعراض وأمراض):

يشعر الشباب أن تلك المشروبات تُنشِّط الذاكرة وتُحسِّن المزاج، والواقع أنها قد ترفع مستوى الأداء الإدراكي والبدني، ولكنه ارتفاع سريع ومؤقَّت، ما يَلبَث أن يليه انحطاط حاد وهبوط شديد في ذلك الأداء، وبعد مدة تسود شكاوى غير نوعية؛ مِثْل: الصداع المزمِن، والأَرَق، وكل ذلك مُرتَبِط بالآثار المتداخِلة والمتعاضدة.

 

تركيب تلك المشروبات وأساسه كالقهوين: الكافيين، ومادة التورين، وبعض الأعشاب (الجنسينج)، ويُضاف له الأثر غير المباشر للفيتامينات والمعادن[2]، إن هذه المكوِّنات مُنفرِدة ومجتمعة، ومع إيحاء الإعلان، وضغْط الأقران - تُعطي مَن يتناولها متعةً ونشاطًا، وتُسهِم في المرح الجماعي، ويقظةً تمنع النومَ أيام الامتحانات، ولكنها غالبًا ما تمنع المذاكرة والتركيز كذلك!

 

وقد يُدهِشك أن مشروبات الطاقة بالمحصِّلة لا تُعطي طاقة (كما تُروِّج لها وسائل الإعلام)، بل تعتبر من المواد المنبِّهة وحسب!! فالطاقة التي تُعطيها هي طاقة وهميَّة، والأخطر أنها صارت مع التجاوزات مشروبات إهدار طاقة وصحة وتهديد حياة، بل والأسوأ أنها تُسبِّب الاعتيادَ وربما الإدمان! وهو الجانب النَّفسي الذي كنا أشرنا له، والذي يُدرِكه الشباب متأخرًا، بعد أن تَستذِلَّهم بما يُشبِه تدخين التَّبْغ.

 

وفيما يلي أمثلة من الحقائق العلمية العالمية المثْبِتة لواقع نتجاهَله في بلادنا عن أضرار تلك المشروبات على الصحة عمومًا، وعلى نفوس وأجسام أطفالنا خصوصًا:

• من أستراليا (المجلة الطبية الأسترالية) رصدت دراسة حديثة (297) حالة مرضيَّة نتجت عن الكافيين الموجود بتركيز كبير في مشروبات الطاقة، كما وبلغ متوسط عمر الأشخاص المتضرِّرين 17 عامًا؛ أي: ضِمْن مجال الطفولة حسب الحدود الطبية والقانونية لمعظم دول العالم، كما أشرت[3].

 

عِلْمًا أن الأذى قد يَقَع في جميع الأعمار كما في الدراسات الأخرى، حيث وُثِّقت حالات سكتات دماغية وعُقْم، وازدياد ضغْط الدم مع اختلاطاته، وتَمَّ رصْد التأثير على وظيفة الكُلْية والكَبِد، وحدوث هشاشة العِظام[4]، وأصيب البعض بارتفاع مستوى السكر في الدم.

 

• معلومات فرنسيَّة: دراسة نُشِرت عام 2012، وجدت النتائجَ التالية للتناول العشوائي لمشروبات الطاقة عند أفراد أصحَّاء:

♦ ثلاثون حالة مرضيَّة شديدة على شَكْل صَرَع (نوب اختلاجية أو تشنجيَّة).

 

♦ اضطرابات قلبيَّة وحالات نفسيَّة عصبية منها حالات النسيان وعدم التركيز.

 

كما تَمَّ توثيق حالة وفاة بسبب مشروبات الطاقة.

 

• دراسة حديثة (2013) قام بها علماء من جامعة (بون) بألمانيا أظهرت أن تناول مشروب يحتوي على 32 مليجرام من مادة الكافيين لكل 100 مليليتر، و400 مليجرام من مادة (التورين) لكل 100 مليليتر، وهما من المواد الأساسية في معظم مشروبات الطاقة - كان له تأثير بالِغ على قوة انقباض عضلة البطين الأيسر في القلب (وهو البطين المسؤول عن ضخِّ الدم للجسم)، ووجدوا أن هذا التأثير قد يكون له عواقب صحيَّة خطيرة، وخصوصًا على قلوب الصغار، وعلى قلوب المصابين بأمراض في القلب، لدرجة قد تؤدِّي أحيانًا للوفاة.

 

• تقرير أصدرته هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2007 حذَّرت فيه من أن بعض الشركات المنتِجة لمشروب الطاقة تُروِّج للمُنتَج على أنه بديل قانوني للمخدرات، فهل تُصدِّقون؟


والكارثة الكبرى - كما يقولون - أن مُروِّجي هذا المفهوم للمشروبات يُركِّزون على فئة الشباب الصِّغار والأطفال من الجنسين عبر رسائل يُوجِّهونها إليهم عن طريق التواصل الإلكتروني وبعض وسائل الإعلام؛ عِلْمًا بأن هذه المسألة ليست خاصة بأمريكا وحدها..

 

أطفالنا وهاجِس البحث عن الطاقة: لماذا الطفل؟ يُحاوِل خبراءُ الصحة منذ بعض الوقت أن يَلفِتوا انتباهَنا إلى مسألة خطورة استهلاك الأطفال لمِثْل هذه المشروبات، ففي عام 2011 نشرت مجلة "طب الأطفال" تقريرًا مُقلِقًا بعُنوان: "الآثار الصحية المترتِّبة على استهلاك مشروبات الطاقة من قِبَل الأطفال والمراهقين والكبار"، وحذَّر المقالُ من أن المخاطر الصحية تشمل خفقان القلب (تسرع - أكثر من 150 نبضة في الدقيقة - وعدم انتظام)، والسكتات الدماغية، وقد تَصِل إلى الموت المفاجئ في بعض الأحيان؛ كما حذَّر القائمون على الدراسة الأهالي من أن مشروبات الطاقة خطيرة بشكل خاص على الأطفال الذين يُعانون من داء السكري أو الاضطرابات القلبيَّة أو المصابين بداء "فرط الحركة ونقْص الانتباه" (ا.د.ه.د اختصارًا)! وإن معرفة ونشْر الجزئية الأخيرة هو غاية في الأهمية؛ لأن المراهقين والشبان المصابين بمتلازمة نقْص الانتباه وفَرْط الحركة بالذات يُكثِرون مِن تَناوُل تلك المشروبات؛ لتُحسِّن الانتباهَ الوقتي والوهمي الذي يحسون به.

 

وهي أمور تَحدُث في كلِّ الأعمار لا سيما عند: "التجاوز المزمِن للجرعة النظامية" التي تعتبر عُبوَّة 250 مل / يوميًّا، بينما معظم الشركات جعلت عبوَّتَها اليوم 400 مل وبعضها 750[5]!

 

وواقعيًّا رُغم أن الشركات المُنتِجة مُلزَمة - كما قلنا - بطبع تحذيرات على العبوة تُنوِّه إلى مخاطرها دون الثامنة عشرة، ورُغم الاتفاق على منْعها دون عمر 16 عامًا، فإن معظم مَن يتناولونها هم من الفئة الأصغر سنًّا، جهلاً أو تجهيلاً، وهم ضمانة الزيادة المطَّرِدة في نموِّ هذا القطاع التِّجاري ورباحه! ثم تَخيَّل أن يعتاد طفلك تلك المشروبات، خاصة إذا علِمتَ:

أن مائة مليجرام من الكافيين لطفلٍ وزنُه ثلاثون كيلو جرامًا، تُعادِل التأثير الضار لأربعمائة مليجرام على بالغٍ وزنُه مائة وعشرون كيلو جرامًا!

 

فما بالك بتأثير الكافيين المركَّز بشدة في مشروبات الطاقة على أجسام الصغار؟! وهي التراكيز التي تُمثِّل جرعات هائلة حتى بالنسبة للكِبار والبالغين، وما بالك بأن الجسم سيَستهلِك الكافيين ويَطْرح بقاياه جاعلاً الطفلَ المتوتِّر بشدة لهبوطه، يبحث بقلق عن عبوَّة جديدة، (وتلك آليات مُشابِهة لتأثير المخدرات)؟!

 

وعمليًّا: يُلاحِظ الأهلُ شعورَ الطفل بالتعب العام، والعصبية والتهيُّج بعد فترة من تَناوُله لمشروب الطاقة (بسبب الكمية الكبيرة من الكافيين)، ثم يُلاحِظونه في حالة مؤسِفة من التوتر العصبي والقلق، لا تزول إلا بشرب عبوَّة جديدة والاستزادة! وهكذا.

 

• التضليل الإعلامي لأطفال الطاقة والرياضة: أصدر المجلس الوطني للرياضة واللياقة البدنية في الولايات المتحدة تقريرَه السنوي لعام (2012)؛ بعُنوان "الشباب ومشروبات الطاقة" مُحذِّرًا من أن الأطفال يَخلِطون ما بين مشروبات الطاقة مِثْل (مونستر أو الوحش)، وغيرها التي يُروِّج لها نجومُهم المفضَّلون من الرياضيين، مع المشروبات الرياضية الحقيقية، وهذا وجه راعب لخطورة الترويج المخادِع!

 

وخير مِثال عليه تلك الشركة التي اشتهرت بإنتاج مشروب الفواكه للأطفال (ومقرُّها كورونا في كاليفورنيا)، وعندما نجحت في مجال مشروبات الطاقة قامت بتغيير اسمها إلى (الوحش -Monster) "ولا يُمكن لأحد ألا يُلاحِظ مشروبَ الطاقة (مونستر) على الرفوف في كلِّ مكان، فالشعار ذو الرسومات الوحشيَّة على العلبة، والألوان الصارخة التي تتميَّز بها منتجاتهم، إضافة إلى الأسماء التي يُميِّزون بها كلَّ نوع عن سواه، لا يُمكِن إلا أن تلفت الانتباه، وتَحتلُّ إعلاناتهم مساحات واسعة في المجلات واللوحات التجارية على الطرقات، حاملة شعارات صارخة ومثيرة للانتباه؛ مِثل: (أَطلِق الوحش في داخلك)، وغيرها من العبارات المشابهة، كما وتوجد لافتاتهم في كلِّ الأحداث الرياضية المهمة التي تُقام على مدار العام"[6]!

 

وأشير هنا إلى الخَلْط حتى من كثير من الرياضيين - لا سيما المبتدئين والصغار - بين مشروب الطاقة ومشروب الرياضة SPORT DRINK، ولا بدَّ من التنبه للفرق الكبير؛ فمشروب الرياضة يتكوَّن تحديدًا من: السكريات البسيطة، والأملاح المعدِنيَّة؛ كالصوديوم، والبوتاسيوم، ويعمل على تعويض المفقود من سوائل الجسم، ويمنع حدوثَ الجفاف، ويزوِّد الجسمَ بالسعرات الحرارية أثناء ممارسة النشاط الرياضي.

 

وقبل أن أَختِم، أُشير إلى حلقة في مسيرة شركة (مونستر) المذكورة:

فبعد أن استمرَّت انطلاقتها الرِّبحيَّة وزادت حجم عبوَّاتها كباقي الشركات، تضاعفت أسعارُ أَسهُمِها أخيرًا لعامَيْنِ متتاليين، قبل أن تنهار فجأة! وذلك عندما تُوفِّيت الطفلةُ أناييس فورنيير ذات الأربعة عشر ربيعًا جرَّاء أزمة قلبيَّة بعد تناولها عبوتين فقط من مشروب الطاقة (مونستر Monster)، وفي إثر ذلك، قرَّر والداها مقاضاةَ الشركة؛ ونتيجة لهذه الحالة وحالات أخرى مشابهة يُعتقَد أنها ترتبط بذات المشروب، فقد قرَّرت (دائرة الأغذية والدواء في الولايات المتَّحِدة الأمريكية FDA) التحقيقَ في الأمر.

 

إن ما سبق يجعلنا أمام مسؤولية كبيرة، بشأن التوعية الصحية العامة، ويضع الأهلَ والشبابَ أنفسهم أمام مسؤولية الأمانة تُجاه ذواتهم هم.... وأسرهم.... والأُمة!

 

تَمَّ بعون الله



[1] سن الطفولة: تطوريًّا وبيولوجيًّا يتراوح بين الولادة والبلوغ؛ ولكن تعرف الأمم المتحدة الطفل "هو كل من لم يبلغ الثامنة عشرة من العمر"، وعمومًا شوهدت الأضرار في جميع الأعمار، ولكنني أركِّز في مقالي على الأطفال، ضحايا الخداع قبل الرشد!

[2] هي مشروبات غازية أو غير غازية، تحتوي على نسبة كبيرة من السكر والكافيين تبلغ في بعض التركيبات عشرة أضعاف تركيز الكافيين في المشروبات العادية، إضافة لمواد أخرى كيميائية مثل التورين (Taurine) والأنسيتول والأفيدرا، وقد تضاف الهرمونات! والأعشاب الطبية مثل جذور الجنسينج ، ومنها ما يحتوي على تراكيز عالية من الفيتامينات والمعادن والتي لا تحتاجها أجسامنا إلا بكميات بسيطة أصلاً، ومصادرها الطبيعية المتوفرة هي الأفضل ..

[3] سن الطفولة: تطوريًّا وبيولوجيًّا يتراوح بين الولادة والبلوغ؛ ولكن تعرف الأمم المتحدة الطفل " هو كل مَن لم يبلغ الثامنة عشرة من العمر" وعمومًا شوهدت الأضرار في جميع الأعمار، ولكنني أركز في مقالي على الأطفال .. ضحايا الخداع قبل الرشد!

[4] في دراسة تمت في جامعة القدس المفتوحة قدمتها طالبة في كلية العلوم تبين حدوث هشاشة العظام عند من تناولوا مشروبات الطاقة، مع الاستمرار بتعاطيها لمدة حوالي عشر سنوات.

[5] وهذا من الخداع؛ لأن التحذير بعدم تجاوز عبوتين باليوم لا يعود له مغزى عندما تصبح العبوات أكبر حجمًا .. وبعد العبوات بسعة (250 ملي لتر) رفعت شركة Red Bull الحجم إلى (600 مل = (20 oz) .. وحاليًّا تبيع شركة مونستر عبوة سعتها (946 مل)! ومعظم مشروبات الطاقة في الولايات المتحدة - باستثناءات قليلة - تباع بضعف الحجم التقليدي تقريبًا؛ أي: (473مل = 16 oz).

[6] المعلومات عن مونستر: موقع: فوربس ميدل إيست الإلكتروني.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مهارات يمكن تعليمها لأطفالنا!!
  • مهارات يمكن تعليمها لأطفالنا!!
  • أطفالنا والمكتبات
  • كيف ننشئ أطفالنا؟
  • كيف نصنع من أطفالنا علماء؟
  • متى نحترم عقول أطفالنا؟
  • الطاقة المعطلة
  • يمنع منعا باتا (أطفالنا والشاشات)

مختارات من الشبكة

  • هل أطفال هذا الزمان أسوأ من غيرهم؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • طفلك ليس أنت(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • القيم المستفادة من قصص الأطفال للكاتب "السيد إبراهيم"(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أوكرانيا: مبادرة من مسلمي القرم لمساعدة أطفال وأسر السجناء(مقالة - المسلمون في العالم)
  • روسيا: حفل إفطار للأيتام في قازان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال للجمزوري (المتوفى سنة 1227 هـ) ومعه منظومة تحفة الأطفال (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الأطفال يلعبون (قصيدة للأطفال)‏(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • همم الرجال في شرح تحفة الأطفال ويليه منظومة تحفة الأطفال للإمام سليمان الجمزوري رحمه الله (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • متن تحفة الأطفال المسمى تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن للشيخ سليمان بن حسين الجمزوري(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حاجات الأطفال الموهوبين ومشكلاتهم(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب